منقول  
  
بسم الله الرحمن الرحيم 
  
في ذكريات الشيخ علي الطنطاوي _ رحمه الله _ الجزء الثاني ، في المجلس رقم 40 من ذكرياته دعا في آخره على خناير اليهود بيغن وشارون على ما اقترفوه في لبنان من جرائم فضيعة ومجازر رهيبة ، فكان منه الدعاء ومن الله الاستجابة ، فوقع هذه النجسين_ لعنهما الله _  في البلاء على وفق ما كان من دعاء الشيخ _ رحمه الله _ ، وإليكم نص كلامه :  
  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
  
وكان ذلك سنة 1918 .. 
ثم غدر بنا الانجليز ، الذين وعدوا الحسين فاغتر وصدّق ، وحمله على ذلك خبث طوايا الاتحاديين ، وسوء فعالهم ، ومحاربتهم العربية كيداً للإسلام . 
أعطاه مكماهون باسم قوة المواثيق ، ثم عقدوا من وراء ظهره معاهدة ( سايكس بيكو ) ، التي تقاسموا فيها بلادنا ، كما يتقاسم اللصوص الغنيمة التي نالوها حراماً ، وأنا لا أنقل صفحات معروفة من التاريخ ، وهي تحت يدي لو أردت النقل عنها ، ولكني أردت أن يؤمن الشباب بأن ( الجميع علينا ) ، تداعوا لحربنا : حرب ديننا وعقيدتنا ، لأن ذلك أساس قوتنا ، فإن نسف الأساس هوى البناء . 
تناوبوا توجيه المدفع ، يتعب منه واحد منهم ، فيسلمه إلى آخر ، وهو أبداً موجه إلينا ، وقنابله أبداً ساقطة علينا . 
فمن بلفور الذي وعد ، إلى غورو الذي أغار ، إلى ساراي الذي هدم ثلث دمشق على من كان فيها ، فما لم يصل إليه الدمار أشعل فيه النار ، على الذين تعهدوا لإبليس بأن يحموا أمن إسرائيل ، ولو كان أمنها لا يقوم إلا على خراب صيدا وصور ، وتحويل الدور والقصور إلى أطلال وقبور ، وتجربة السلاح الامريكي الجديد بقنابله العنقودية والفسفورية والتفريغية على الأطفال والنساء والشيوخ ، كما تجرب الأدوية الجديدة على الفئران في المختبرات . 
  
لقد سمعنا بأن منهم من تأخذه الشفقة على حيوانات المختبرات ، فيحاولون إنقاذها ، ولكن ما سمعنا فيمن رأوا ما يقع في بيروت بمن أشفق على أطفال كنور الزهر ، وصبايا كريا العطر ، وشيوخ تجسم فيهم العجز والطهر ، لقد قتل نفر من اليهود أي من خنازير البشر ، في كنيس في باريس ( ولعل بني اسرائيل هم الذين دبروا قتلهم ليتخذوا منه حجة لهم ) ، قتل نفر بفعل مجهول فقامت قيامة اليهود وكثير من النصارى ، ويُقتل آلآف وآلآف ، ويشوهون في بيروت بفعل مجرمين معروفين ، يقتلون عمداً حيث لا يملكون دفعاً ولا منعاً ، والعالم المتحضر ( حقوق الإنسان ) ، يسمع ويرى فلا يحرك ساكناً إلا اللسان ن وربما خرس اللسان إلا عن كلمة واحدة هي ( الفيتو ) ، يحمون بها ظهور المجرمين . 
  
إن هتلر إن قيس به هذا النجس ( بيغن ) ، عد من الأطهار على أني ألعن هتلر في قبره –إن كان له قبر – لما زعموا كذباً أنه فعله باليهود ، بل لأنه لم يخلص البشرية نهائيا ً من رجس اليهود ! 
  
إن الذي فعلوه في لبنان ، سيعجز أبلغ المؤرخين لساناً ، وأفصحهم بياناً ، عن نقله كما وقع إلى الأجيال القادمة من البشر . 
  
ما نيرون ؟ ما جنكيز ؟ ما هولاكو ؟ ما يأجوج ومأجوج ؟ ما وحوش الغاب وعقاربه وحياته وحشراته ؟ ما الخنازير البرية ؟ !! 
  
كل أولئك إن قيسوا بهذين القذرين ، ( بيغن وشارون ) ، صاروا من أهل الطهارة والخير ، صاروا أطهاراً أخياراً لأنك وضعتهم مع من هو أنجس وألعن . 
  
كلا !! 
  
ما رأى تاريخ البشر ، قاتلين مجرمين ، كهذين الكلبين المسعورين . 
  
لقد قطعاني عن إتمام الكلام الذي بدأته ، فإلى الحلقة الآتية إن شاء الله ، وقطع الله عليهما الطريق إلى كل خير ، وسد دونهما الباب إلى كل سعادة ، وجعل ما فعلوه في لبنان مرضاً موجعاً مشوهاً في جسديهما ، وقلقاً قاتلاً ، ورعباً دائماً في نفسيهما ، وانزعاجاً مستمراً لا يذوقان معه استقراراً ، لا يعرف له سبب ظاهر ، ولا يلفى له دواء شاف ، ينغص عليهما العيش حتى لا يطيقانه ، ويحبب إليهما الموت فلا يجدناه ، ويجعل ما أجرماه لعنة عليهما باقية فيهما ، متسلسلة في أعقابهما ، ممتدة في ذراريهما ، شاملة أهلهما وأحبائهما ، حتى يروي التاريخ ما حل بهما ، فيجزع كل باغ ظالم ، وكل جبّار مغرور أن يحل به ما حل بهما ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) . 
  
قال الشيخ – رحمه الله – في حاشية ذكرياته :  
استجاب الله دعائي على بيغن – بين نشري هذا الكلام في الجريدة وطبعه في الكتاب – فغدا كالسامري معتزلاً في داره نافراً من البشر – ينفر منه خيار البشر – وسيأتي دور شارون . 
  
   الكاتب: أبو المعالي الكويتي التاريخ: 29/08/2007 عدد القراء: 6001
  أضف تعليقك على الموضوع 
 |