| 
 | 
|  مميز:  لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew | 
 
 
 | 
 
 
 
 
في المعتقل 
 
حوارية من فصل واحد بقلم محمد الشامي  
 
- المشهد الأول – 
 
(الضابط الكبير جالس وراء مكتبه يقلب في أوراق أمامه ، يدخل عليه أحد رجاله ) 
 
الضابط : هل قضيتم على المظاهرات في هذه الليلة ؟ 
رجل الأمن : أجل يا سيدي قضينا عليها تماما ، لقد فر المتظاهرون من أمامنا  
كالجرذان . 
الضابط : هل وقع قتلى و جرحى ؟ 
رجل الامن : قتيلان و خمسة جرحى . 
الضابط : كم عدد المعتقلين ؟ 
رجل الأمن : هم بالعشرات يا سيدي . 
الضابط : حققوا معهم و خذوا منهم ما تستطيعون من معلومات ،( ثم يبتسم ابتسامة  
ماكرة ساخرة ) ولا تنسوا أن تقدموا اليهم أحسن الوجبات فهم الان  
ضيوفنا . 
رجل الأمن : كما تريد يا سيدي ، لن نقصر في هذا ، و سوف نقدم لهم الليلة عشاء  
فاخرا ما رأوا مثله في حياتهم .... 
 
- المشهد الثاني – 
 
( غرفة التعذيب ، سباب و شتائم ، أصوات المعذبين و آهاتهم تعم المكان ، صرخة من أحد المعذبين تخرج من سويداء قلبه ، على اليمين شاب معلق من قدميه و رأسه مدلى الى الأسفل ، و على اليسار شاب آخر ملقى على الأرض و رجال ممسكون بقدميه و سائر جسده ، و رجل يضربه على قدميه بسوط خشن ) 
( بعد دقيقتين يدخل رجال أمن و أمامهم فراس و هو شاب في الحادية و العشرين من عمره ) 
 
رجال الأمن : ادخل أيها المعتوه ... 
فراس : اتركوني .... إنني لم أصنع شيئاً....... 
 
( رجال الأمن يبطحون فراساً على الأرض و يوسعونه لكماً و ضرباً و رفساً ) 
 
فراس : اتركوني ..... ابتعدوا عني أيها المجرمون ..... يا عديمي الرحمة ...... 
يا وحوش .... 
 
- المشهد الثالث – 
 
( غرفة المحقق ،المحقق جالس على كرسيه أمام مكتبه ، و أمامه شمس الدين و هو شاب في السابعة عشرة من عمره ، شمس الدين معصوب العينين مكبل اليدين ) 
 
المحقق : يعني لم تكن في المظاهرة مساء أمي ؟ 
شمس الدين : كلا ... 
المحقق : و لست من المحرضين ضد النظام ؟ 
شمس الدين : كلا .... 
المحقق : و لم توزع أي منشور ضد النظام ؟ 
شمس الدين : كلا .... 
المحقق : و لم تكتب أي تعليق ضد النظام على الجدران ؟ 
شمس الدين : كلا .... كلا .... 
 
( المحقق يقوم من مكتبه غاضباً و يمسك شمس الدين من شعره و يشده بقوة زاعقاً) : 
 
يبدو أنك لم تتناول شيئاً من وجباتنا الدسمة ، ( ثم يرفع صوته صارخاً ) : 
ان رأسك العنيد هذا سوف يتكسر تحت عصينا و أدوات تعذيبنا .... 
شمس الدين : أيها السيد ، أنا لم أفعل شيئاً من هذه التهم الني وجهتها الي ، و أنت  
تريد أن تلصق بي التهمة جوراً و بهتاناً ... 
 
( المحقق يلطم شمساً على خده لطمة قوية ثم يقول ) : 
 
اخرس أيها الجرثومة المتعفنة المتنجسة ، سوف تعرف مع من تتكلم الآن ، 
أيها الحارس ، تعال و خذ هذه العفونة من أمامي ولا تعده الى زنزانته الا  
جثة محطمة ..... 
 
 
- المشهد الرابع – 
 
( في الزنزانة المنفردة ،يجلس عدنان و هو شاب في الثامنة و العشرين ، يجلس مهموماً مغموماً ، ثم يرفع يديه الى السماء يناجي ربه ) 
 
عدنان : يالله احرسنا بعينك التي لا تنام ، و أمدنا بعنايتك ، و أحطنا بعين رعايتك ، 
فأنت ربنا و أنت حسبنا و نعم الوكيل. 
 
( بعد عدة دقائق يسمع صوت صراخ و عويل ) 
 
عدنان : صوت من هذا .... انه صوت فراس ...لا بل صوت شمس الدين ...لا بل 
صوتاهما معاً..... 
 
(يقوم من مجلسه و يمسك بقضبان الزنزانة ، يهزه بشدة صارخاً ) : 
 
اتركوهما أيها الوحوش ...دعوهما أيها الانذال ...لماذا تعذبون اخواني ؟...يا  
وحوش ..يا عديمي الانسانية .....يا قساة القلب .....الويل لكم ...الويل لكم ...  
 
 
- المشهد الخامس – 
 
( الزنزانة ، في الداخل فراس و شمس الدين و عدد من المعتقلين ) 
 
شمس الدين : الى متى سنبقى هنا في هذا المعتقل ؟  
فراس : حتى يطلقنا هذا الضابط . 
شمس الدين :( بشيء من السخرية ) : و هل ينتظرنا هذا الضابط المحترم حتى نتعفن و يأكلنا  
الدود ....؟ 
فراس : صحيح أن رائحة الزنزانة كريهة ولكن رائحة الذل و الاستعباد الذي كنا 
نعيش فيه أكره و أفظع بألف مرة . 
شمس الدين : أتذكر عندما كان أحدنا لا يجرؤ على فتح فمه في نقد مساوىء النظام و لو  
بكلمة ؟.. 
فراس : لقد كان الناس كلهم خائفين ، و لكنهم اليوم نزعوا عن انفسهم لباس الخوف  
و ثاروا لكرامتهم الممبتذلة ، غير آبهين بسطوة رجال الامن و لا بجبروتهم . 
شمس الدين : هل رأيت هذا اللعين المحقق كيف عذبنا ؟... 
فراس : أتعلم ، انني لن أسكت له هذه المرة ، و سوف أقول له كلاماً مزعجاً... 
شمس الدين : انني حقيً ما عدت أخاف من هذا المحقق ، و لا من أي رجل أمن... 
 
 
- المشهد السادس – 
 
( مكتب المحقق ، وأمامه فراس و عيناه معصوبتان و يداه مكبلتان ) 
 
المحقق (ساخراً ) : اذن أنت ثائر ؟.. 
فراس : أجل ... 
المحقق : ومناضل بطل ؟ 
فراس : أجل .... 
المحقق : و مدافع عن الحق ؟ 
فراس : أجل ..... 
المحقق : ومبغض للظلم ؟ 
فراس : أجل ..... 
المحقق : وتريد الحرية ؟ 
فراس : أجل ..... 
المحقق (منادياً أحد جنوده ) : تعال أيها الجندي و أر هذا المناضل الثائر ما هي الحرية ... 
اضربه جيداً فاننا نريد أن نرفع رأسنا به ... 
فراس : ابتعد عني أيها الوغد ، اتركني أيها القذر ... 
المحقق : هيا اضربه ..... انه مناضل ...انه يريد الحرية .....هيا أره كيف تكون  
الحرية ...... 
فراس ( منتفضاً و قد سال الدم من وجهه ) : كفى سخفاً و حماقة ... كفاكم جرأة على العباد  
انكم أنذال ...أجل انكم أنذال قذرون متوحشون .. 
ان الشعب قد مل حياة الذل و الخنوع ، و سأم عيش الأنعام و البهائم .... 
ان الشعب قد انتفض و لقد آن الأوان له ان يقول كلمته ..لقد آن الأوان لهذا  
الشعب المستعبد أن يقول لا ... 
المحقق (منتفضاً و غاضباً ) : اخرس أيها السافل المنحط .... من أنت ؟ و من تكون ؟  
حتى تتكلم بمثل هذا الكلام السخيف ...هل تريد اسقاط النظام ؟.... 
سوف تندم على مجرد التفكير في ذلك ( ثم ينادي الحارس ) : أيها الجندي  
احمل هذا التافه الى غرفة التعذيب و أتني بشمس الدين ، فقد حان دوره هو  
الآخر ....... 
الحارس : أمرك سيدي .. 
 
 
( ستار )  
 
  الكاتب: محمد الشامي التاريخ: 09/08/2011 عدد القراء: 4434
  أضف تعليقك على الموضوع 
 |  
  تعليقات القراء الكرام
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 |