كم قلتُ مدحا بالرجال قصائدا
ماهبتُ قـطُّ سوى بمدحِ محمّدِ
ياشعرُ كنْ في حالِ مــدحِكَ جاثيا
ومطأطئاً رأساً ، وترجـفُ باليدِ
هذا الذي فوق السماء مكانهُ
فوق الثريّـا والكواكب والجدي
هذا الذي فوق المديح بشعرنا
مهما سمعنا من بلاغة منشدِ
لكنْ نحاول والمحاول دائمـا
في الناس مشكورٌ بحسنِ المقصدِ
هذا النبيُّ المصطفى بين الورى
هذا المقـدّمُ بينهم بالسؤددِ
قد خصّه الله العظيمُ بقربهِ
أدناهُ منه إلى مكانٍ مُصعَدِ
في ليلة الأسراء عند حجابهِ
جبريل صار وراءه كالمقتدي
حتى لقد سمع الكلام بأذنهِ
من ربّـه ، يا للمقام الأسعـدِ
والله يجعله شفيعا للورى
طرّا بيوم الحشر يوم الموعدِ
وعدُ الإله بأنه في حشرنا
يُعطى مقاما قد أُعـِـدَّ لواحدِ
في سورة الإسراء بعد وصيةٍ
أن يختلي وقتَ الدجى بتهجّدِ
وهو السراجُ على الدّنا بضيائهِ
بدر التمام بنورهِ المتجدّدِ
لو أنّ كلّ العالمينَ بكفّةٍ
وبكفّةٍ أخرى مقامُك سيّدي
والله ترجحُ ، والأنام بأسرهم
طاروا وربّك كالهبا المتبدّدِ
يامن طعنت بأحمدٍ هل ضرّهُ
طعن الأراذلِ ، للعظيم الأمجدِ
هل ضرّ شمس المشرقين خنافسٌ
بالصبحِ تشتمها بشتمِ الحُسَّدِ
هل تدريَ الجوزاءُ أنّ فُؤيرةً
في الأرض تصرخ في خطابِ مـندِّدِ
هل يشعر البدر المنيرُ بنابحٍ
في حفرةٍ بين الدّجى كمهدّدِ
ما زال دينُ محمدٍ في رفعةٍ
رغم الحقود ، ورغم كيد المعتدي
والنصر مكتوبٌ لراية أحمـدٍ
أقسمتُ يا هذا بربِّ محمّـدِ
حامد بن عبدالله العلي
الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 29/04/2017 عدد القراء: 9865
أضف تعليقك على الموضوع
|