رأيتُ زماننا فرأيتُ فيه
رجالاً فاق منزلُها الشِّهابا
وأرذالَ الورى لو قلتُ فيهم
كلاباً سوف أغضبُها الكلابا
وإنـّكَ إنْ أتيتَ فتىً كريما
سيفتح بابَ مكرُمةٍ وبابا
وإنْ لاقيتَ في يومٍ لئيما
كأنّكَ قد لقيتَ به غُرابا
ولاتكرمْ لئيما قد يجازي
على إكرامِهِ يوما سبابا
ولاتهنِ الكرامَ وتزدريهم
إهانتُهم تحوّلهم غِضابا
عداوتُهم إذا عاديتَ شرُّ
تجنبّهــا بحكمتكَ اجتنابا
تجنّبْ ما استطعتَ سفيهَ قومٍ
وأعرضْ عن سفاهتهِ جوابا
وتقوى الله في قلبٍ وليست
مظاهرَ تحتوي قلباً خَرابا
لسانُك يافتى مرآةُ عقـلٍ
فقلل خيرا ، ودعْ عنك الكِذابا
فإنّ الصدق منجاةٌ وفضلٌ
وإنّ الكِــذْبَ يستدعي العقابا
عقاب الله بالدنيا تراهُ
بخزيٍ ، ثم بالأُخرى عذابا
وإنْ جالستَ قوما كنْ وقورا
شيوخا ، أو كهولا ، أو شبابا
ولاتقطع حديثَ كبيرِ قومٍ
سوى بالإذنِ مختصِراً خِطابا
وصوتُك إنْ بدا للناس أغضِضْ
كما لقمانُ حذَّرَ ، واستعابا
وصمتُ الشهْمِ إلاّ عن كلامٍ
بـه خيـرٌ ، يصيّرهُ مُهابا
ولاتنبشْ سريرةَ من تراهُ
سليماً ليس ظاهرُهُ مُعابا
ستورُ الله مرخاةٌ فدعْها
على العاصينَ ألقاها ثيابا
تغافلْ عن خطايا عابراتٍ
فكلُّ الناس ينتهكُ الصوابا
إذا كان الصلاحُ نهاجَ شخصٍ
فزلّتهُ تمُـرُّ ، فدعْ عِتابا
وحلمُكَ قائـدٌ لسداد رأيٍ
وإنّ الحلمَ يُكتَسب اكْتسابا
وكنْ بالحقِّ مِقداما جسوُرا
وكنْ بالجود ريحا أو سحابا
ولاتغتبْ ، ولاتنقلْ حديثا
سِوى ما فيه إصلاحٌ ، وآبا
وآبَ إلى اجتماعٍ ، وائتلافٍ
فمن نــمَّ الحديثَ سعَى يبابا
وصاحبْ صالحاً شهماً كريما
شجاعاً ماجداً يهوَى الصّعابا
فإنّ الطبعَ بين الناس عدوى
تخيـّرْ بين رفقتِكَ الصِّحابا
صِحابٌ يرشدونَ فتىً لخيرٍ
وصحْبٌ يفسدون فتى أنابا
وجوهرها الفضائل فضلُ جودٍ
وحلمٌ ، والفتى يفْري الرقابا
حامد بن عبدالله العلي الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 03/08/2016 عدد القراء: 9327
أضف تعليقك على الموضوع
|