ومن العجب ما هوى بصاحبه

 

كنت صغيرة أسمع كثيرا عبارة ومن الحب ما قتل فسألت عن معناها قيل لي: يتمكن الهوى والعشق في النفس حتى يصير إلها يعبد من دون الله فيهيم صاحبه في سبيله ويهلك إن لم يلتقي بمحبوبه وقد هلك في هذا السبيل من هلك.
كبرنا شوي فصرت أسمع عن الرياء وأنه يحبط العمل وشرك خفي فسألتُ: ما هو الرياء؟ قيل لي: أن يعمل أحد عمل صالح يريد به وجه الناس ومديحهم وهذا شرك أصغر.. فقلت في نفسي: شعور بسيط ويصير شرك؟
ولما كبرت وعلمني الله كتابه وعشت مع آياته ومعانيها أدركت أنه ليس شعور بسيط بل نية وقصد وإنما الأعمال بالنيات فأرانيه الله أقبح وأقبح مما صُوّر لي آنذاك..

ثم لما بلغت الأربعين وعشت في عالم الأنترنت مع خاصة الخاصة من أهل القرآن والسنة أولئك الكبار الأفذاذ الذين آتاهم الله علما وفقها وفهما وذكاء وفطنة وإذ بي أرى آفة أخرى لم أسمع بها من قبل أنها تصيب الخيّرين الطيبين وإنما هكذا رأيتها فيهم وعرفتها منهم آلا وهي العُجب بالنفس والتعالي على الخلق والتكبر على مخالفيهم وتعيير من دونهم بألقاب فيه إجحاف وتحقير واستهزاء! فآلمني هذا كثيرا وتساءلتُ: لم يخدش هؤلاء ما معهم من الحق بسوء الخلق؟ وكيف نسي هؤلاء أن ما بهم من نعمة فإنما هي من الله وحده وهو من أنعم عليهم بقوة العقل والفقه في الدين والتمييز بين دقائق الأمور فليس هو إرث ورثوه من آبائهم ولا من أجدادهم! ولم يُعرف أن أمّا اشترت لابنها عقلا ولا هداية ولا علما ولا فطنة ولا فصاحة!
إنما هو فضل من الله ونعمة
فكيف تقابل هذه النعمة بمثل تلك الخصلة؟؟
..
إنه وكما تشمئز النفس من خطابات بعض المقاتلين واستعلائهم بعملياتهم الجهادية وعُجبهم بها الأمر نفسه حين يأتي علماء يستعلون بعملياتهم البيانية ويُعجبون بها.
..
البعض يخلط بين الصدع بالحق وبين الصدع بالتعيير والتحقير ويؤلمني جدا عندما يختلطان فيكونا كاختلاط الخل بالعسل وقطرة خل تفسد كأس عسل.
..

بيان الكبار يجلله الصدق والنصح ونظافة اللسان والشفقة على حال الأمة والتواضع وإرجاع الفضل لله وحده،، وحمد الله على ما هو فيه من نعمة وفضل، سائلا الله الثبات والقبول... وبدون هذا يفقد البيان كثير من أثره فضلا عن نقص أجر قائله.
..
وإن كان الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة إلا أني أضرب مثالا في تواضع الكبار لعبد أسأل الله أن يختم له بخير خاتمة وأحسنها وأزكاها إنه مجدد فريضة الجهاد الشيخ الفاضل أسامة بن لادن انظروا لتواضعه وجمّ أدبه واسمعوا له وهو يتلو بيانا وتعلموا منه يا أحبة.



كتبته أخت المجاهدين
في:2010م
واليوم نقول الحمد لله رب العالمين ان ختم الله لعبده المجاهد بالشهادة مقبلا غير مدبر ثابتا على ما عاهد الله عليه.



الكاتب: أخت المجاهدين
التاريخ: 02/05/2011