أُسْرِيْ و يُسري خلفــيَ الشِّــعــرُ ... دفاعا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

 

أسرِيْ و يُسري خلفـِـيَ الشِّــعــرُ ...

قصيـــدة ..

دفاعــا عن أم المؤمنيـــن عائشـــة رضي الله عنها..

................................
موفق الجبـوري 12\09\2010
.................................


أسْرِيْ و يُسري خلفــيَ الشِّــعــرُ
مَـا شـَــقَّ أكفـَـانَ الــدُّجى فـجـْـرُ

فــَـأخــُــطُّ أبــيـــاتٍ يـُــزيــِّنـُهــا
بـَـيــتٌ تــَعــذرَ بـَعـْـدَه الـشـِّـعـْــرُ

بيــتٌ ذكــرتــُك فيه فـانتـفضــت
أوزانــُـه و تـَـقـلــَّــبَ الــبــَــحْــرُ

فــَرأيــتُ فــيــه حـَـلاوة مزجـَتْ
مـِــاء الفــُـراتِ و زانـَـهَا الــــدُّر

و تـسـابقــَتْ كلمـاتـُـه شـَــوقـَــا
تـَبــغِـي رضـَاك و أمـرُها أمـــرُ

أسـْـري إليــكِ مـُـدافـِعـَـا و أنـــا
كـَسـْـرٌ - فـديـْتــُك - ما لـه جَـبـرُ

و العـيـشُ إن لم تـُفـرحي حَـزَنٌ
و الــدار إن لـم تـَسكـُنـي قـَـفـْــر

فـلـــيــسَ لــلأبـــنــاءِ مـَـنــزلــَة
إن لــم يـُقــرِّبـهــُـم لـكِ الــبــِــرَّ

يَـا مَــن ببـيـتِ رسولنـا عَـبـقـَت
طـيــبـا و زيـَّـن دارهــا الـــبــدرُ

و الله لا تـَجـــزيـْـكِ أحــرُفــُـنـــا
و يـَـذِلُّ عـنـد مَقــامـِـكِ الشـُّكــرُ

و تـَجـِـيــْؤك الاقــوامُ خـاضِـعـَـة
و على يـديـكِ يـُسـَاقـَطُ الـفـَخــرُ

أسْري و تـُسري أحرفٌ رسـمـت
بـَيــداءَ تـُبصِـرُكـُـم فـتـَـخـضـَـرُّ

زرعٌ و أوديــة مـُـزيـَّــنــــَــــــة
و غـِـراسُها التهــلـيـــلُ و الـذكــر

و العـُـرْبُ - يـَـا أمـاهُ - لاهــِيــَة
قــد طـَاف في أركـانـهـــا الشـَّــرُ

و طريقـُهـا تـاهــت معـالـمـُـهـــا
و مقـامـــهـا و مســارُهــا وَعــْرُ

مــوجٌ يقـلـبـُهــا فـيـَرفعُهــا مَـــدُّ
و يـــخــفـــضُ شـَـأنـَـنـَــا جـَــزرُ

و القـُـدس خانـَتـْهـا عُروبـَتـُهـــا
و المسـجـدُ الأقــصــى لــه أمـــرُ

و مديـنـة قــد غـَابَ ساكـِـنـــُهــا
أمســى يـُهـددُ أهـلـهــا الــكـُـفـــر

و الخـوفُ أذن فـي مسـاجـِـدهـــا
و تفـرقــت في جَـوهـــَا الطـــيــرُ

و عـراقـُــنــا بـِـيـْـعــت كرامـَتـُــه
و بَكــَى علـــى أزهــــاره النـَهـــر

مكـلومـة عَـينــاهُ مـن صـــِـغــَــرٍ
تبكــي بـصـمـت و هــي تحـمـَــرُّ

- يــا أمُّ - مـا أخـفـي و أعـلــِنــُـه
بعـــضٌ و بـعــضٌ قـَـولـُه نـُـكـــرُ

و الله لــو شـُـتـِمَ الأمـيــرُ لــمــا
صمَـتــَت جـَـلاوزة لـهـُم مَــكـــرُ

لــكـــــنَّ أم الــمـُـؤمـِـنـِـيـــن إذا
قـــد نالــهــا مـن فـَاجــِـرِ كـُفـــرُ

صمـتـت مخــَافــرهم فما نطـقـت
و كـِـلابُهــم في خلـســةٍ فــَــــروا

و رأيـتــهــم خـُـشـُبـا مـسـنـــدة
يـتـسـتــرون و ديــنهــم عـُـهــرُ

هــذي صنــائــع أمــة خَـلـَعـَــت
ثــَـوبَ الحـيـاءِ فخانـَهـَا السَّـتـرُ

و اسـتـبـدلـت سَاحات عِـزَّتـِهَـا
بمضـَـــاربٍ يُسقـى بهـا الخَـمـْرُ

من أيـن تبــدأ قـصَّـتـي و أنــَـا
وطـَـنٌ يَحُــدُّ حـُــدودَه الـفـقـْـــرُ

و مـَـواطـنٌ مُسـِخـَت مَـلامِحُها
و اسـتعـبـَـدَ الموتى بـِها الذعـرُ

و الشِّـركُ أنبتَ فـي مـرابـِعـِهَـا
شَـوكـَا و قـيـَّـدَ أهلـَـها الأسـْــرُ

مــاذا أحــدث عن عـروبـتـنـــا
فـُضِحـَت فـلم يُحـفـظ لهـا سـِـرُّ

و بـكــلِّ زاويــَـة لــهُم صـَـنــمٌ
و بـكـل ركـن للــعـِـدى وَكـْـــرُ

إن قـلـتُ عُـذرا هـل سَيُسعفـني
قـُولٌ و سوء صنيـعـتـي العــُذرُ

و لــَرُب قـَولٍ مِنـكِ يـُدركــُنــِي
مِـن قــَبــْل أن يتــفـرَّق العـُـمـرُ

و تـصــف أعــوام نـُقـَـلــِّبــُهـــا
و يـَـأوولُ عـنـدَ مَلـِيـْكِــهِ الأمْــرُ

فـَـأرى بـِوجـْهِـكِ نظرتـَي عـتِب
يحـتـارُ فـي فـهـمٍ لهــَا الفـِــكـْــرُ

و أرى النـخيـل يـجـر قــامـتـــه
يـَبكـي و يغـسـلُ و جهـه القـطـرُ

و القــلـب يخـفـقُ خَـائـفا و جـلا
قد جف وسـط عـُرُوقـِـه الصـبـرُ

- يا أمُّ - و الابـْصــَارُ تـَرمُـقــُني
و الحــالُ مـمــا نـَالـَــنـِـي مــُــرُّ

و ببــابِ مـكــة ظـَلَّ يَسـألـُنــِـي
عنــك الحجـيجُ و حيثـُمـا مـَرُّوا

و سمعتُ صوتاً جـاء يـَـنـدُبـُنـي
فمـتـى تـَفــور بخــيـلـهـا بــَــدرُ

و تجـيء فـــرســان نـوازلـهـــا
لهـبــا علـى الأعــداء إذ كـَـــرُّوا

و عجبت مـن قــوم بسـالتـــهــم
ذهـبـت و لــم يُحفـــظ لهم ذكــرُ

و الحـور فـي الجنـَّات تطلـبـهـم
لم يـَـأتِهـا من خـَــاطـبٍ مـَهـْـــرُ

نمضي و ريح الغـَرْبِ تلفـَحـُنـا
و وجـُـوهُـنا مَســلـُولـة صُـفــرُ

و رجـَـالٌ عـِلـمٌ ما لهـُم صــوتٌ
و ولاة أمـْــرٍ مـَــا لـَهـُــــم أمـــرُ

مــن عـَقَّ أم المـؤمـنـين فــَلــَن
ينزل بِسـَاحـة قـَــومـِـهِ نـَـصــْـرُ

أسري و يسري خلفــي الشِّـعــرُ
مـا شـَـقَّ أكفـَـانَ الـدُّجى فــجـْـرُ

.......................
و صلى الله على محمد و على آله وصحبه و سلم..
................................

.................................


الكاتب: موفق الجبوري
التاريخ: 19/09/2010