هل صحيح أن حديث زواج عائشة وهي بنت تسع غير صحيح؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ خالد الجندي يظهر في محطة أوربيت الفضائية في برنامج القاهرة اليوم ويتحدث عن العمر الحقيقي لأمنا عائشة رضي الله عنها وأنه تأكد من أدله عده، وحسب عمرها عند زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حسب حسبته مالا يقل عن 25 عاما! ويقول ان حديث عائشة رضي الله عنها قالت تزوجني رسول الله صوأنا بنت ست سنين ودخل علي وأنا بنت تسع سنين ربما أن الحديث ضعيف أو موضوع، أو ربما تكون السيدة عائشة رضي الله عنها تحب أن تظهر صغيرة العمر! والعياذ بالله.
والشيخ خالد الجندي يقضي هذه الأيام مناسك الحج، وسوف يعاود الظهور على حلقات القاهرة اليوم بعد قضاء الحج.
فهل أحاديث عائشة رضي الله عنها عن عمرها وأحاديثها عن لعبها وعن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها وهي ذات 18 عاما كلها غير صحيحة؟

***************************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلــه وصحبه وبعد : ـ

قال البخاري رحمه الله تعالى : ‏حدثني ‏ ‏عبيد بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏: ‏توفيت ‏ ‏خديجة ‏ ‏قبل مخرج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى ‏ ‏المدينة ‏ ‏بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح ‏ ‏عائشة ‏ ‏وهي بنت ست سنين ثم ‏ ‏بنى ‏ ‏بها وهي بنت تسع سنين
------
وهذا الحديث صحيح بلا ريب ، لان قول هشام عن أبيه ، أي عروة ، ثم ذكر الحديث ، وإن كان هو في صورة المرسل غير أنه محمول على انه أخــذ الخبر عن عائشة لكثرة خبرته بأحوالها رضي الله عنها .

ولكن قد استشكل بعض العلماء ، أنه قال " لبث سنتين ونكح عائشة وهي بنت ست ثم بنى بها وهي بنت تسع " ، كأنه لم يبن بها إلا بعد قدوم المدينة بسنتين ، لانه إذا بقي سنتين بعد موت خديجة ، ثم تزوج عائشة وهي بنت ست ، ثم مضت سنة حتى هاجر ، فإنها لاتبلغ التسع سنين إلا بعد سنتين من هجرته ، وهو خلاف المعلوم ، لان عائشة قالت : مكثت عند النبي صلى الله عليه وسلم تسعا، كما روى البخاري أيضا ، أي قبل أن يلحق بربه ، كما روى مسلم أنها زفت إليه وهي بنت تسع ، وتوفي عنهاوهي بنت ثمان عشرة " .

وقد أجاب الامام ابن حجر عن الاشكال بأن معنى قوله " فلبث سنتين أو قريبا من ذلك " ، أي لم يدخل على أحد من النساء ، ثم دخل على سودة بن زمعة قبل أن يهاجر ، ثم بنى بعائشة بعد أن هاجــــر " فتح الباري 7/224 -------- ومن المعلوم أن الزواج من الفتيات في ذلك السن كان مشهورا كما روى أحمد أن خولة بنت حكيم لمــا خطبت عائشة من أمها ، أم رومان ، فقالت أم رومان للصديق : إن المطعــم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه ، ووالله ما أخلف وعدا قط ، قالت : فأتى أبو بكر المطعم ، فقال : ما تقول في امر هذه الجارية ـ يعني عائشة ـ قال : فأقبل على امرأته ، ، فقال : ما تقولين ؟ فأقبلت على أبي بكر فقالت : لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تدخله في دينك ! فأقبل عليه أبو بكر فقال : ما تقول أنت ؟ ، قال : إنها لتقول ما تسمع ؟ ، فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء ، فقال لها : قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت، فجاء فملكها ، أورده الهيثمي في المجمع وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . فقد كانت عائشة رضي الله عنها مخطوبة وهي في ذلك السن لابن المطعم بن عدي ، ولكن الله تعالى أراد لها ما أراد من الخير والبركة والرفعة في الدنيا والاخرة . ولهذا لم يعب المشركون ولا أحد من أعداءه صلى الله عليه وسلم ، لم يعيبوا عليــه تزوجه من عائشة وهي ابنة تسع سنين ، لانها كانت عادة معروفة ، ومعلوم أن قدرات النساء وأهليتهن للنكاح ، تختلف باختلاف الزمان ، فكان في ذلك الزمان لاينكــــر تزويج المراة صغيرة ، لانها صغيرة السن لكنها تكتسب من البيئة حولها ما يجعلها أكبر وأكثر خبرة في سن مبكرة والله أعلم.


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006