|  
 | 
 
  | 
لا يجوز  عمل عيد الميلاد للولد ، فهي عادة طارئة على المسلمين جاءت من غيرهم ومعانيها ليست  موافقة للإسلام : ـ 
فهي أولا : كأنها احتفال بحبّ الحياة الدنيا ، وبالبقاء فيها ، بينما الإسلام يربط الحياة الدنيا بعقيدة الامتحان والإبتلاء ، وأنها طريق إلى الآخرة ، وإذا ذُكرت الدنيا ، تذكّر المسلم الغربة واشتاق إلى الجنة ، أعني هذا هو الكمال في العقيدة الإسلامية ، وليس أن يفرح مبتهجا بأنه باق في الدنيا الفانية فيجمع أحبابه وأصحابــه حوله ، كأنه يقول : لقد بقيت عاما جديدا ولم أمت ، تعالوا افرحوا معي ،
 وصحيح أن الإنسان بطبيعته يكره الموت ، ويفرح  بالحياة ،  لكن الإحتفال بالفرح بالبقاء في الدنيا وجعل ذلك عيدا ، نوع من التعلق  بالماديات الذي هو روح الحياة الغربية ، لا روح الحياة الإسلاميــة  .
ونحن هنا  لاننكر أن الإسلام أباح للإنسان الإبتهاج المشروع بالحياة ، واحترام قيمتها ، بل  هذا الدين العظيم هو الذي أعطى للحياة قيمتها العظمى ، عندما جعلها وسيلة إلى حياة  السعادة الأبديــة .
وثانيا تعويد  الأطفال على الاحتفال بعيد الميلاد يجعل هذا العيد يزاحم في قلوبهم الأعياد الدينية  ، بل يصبح الإحتفال بعيد الميلاد أقرب إلى قلبه ،  لأنه شيء يعود إلى منفعة النفس ، فيقدمه الطفل  تلقائيا بتضخيم الأنانية من غير شعور ، يقــدمه على الأعياد العامة  .
والإسلام  يغذي في المسلم شعور أن الأمّة جسد واحد ، وأنه جزء من أسرة كبيرة هي أمــة  الإســلام ، ولهذا كل أعياد المسلمين هي أعياد اجتماع على أمر الإسلام ، فهي تبدأ  الاحتفال باجتماع المسلمين على أمر دينهم ، ولما كان عيد يوم الجمعة يتكرر فيشقّ  عليهم  أن يجتمعوا في أول النهار ، جعل في  وسط النهار ، ثم جعلت صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة أفضل صلاة عند الله تعالى  .
وثالثا : مظاهر عيد الميلاد هي مظاهر ماديّة محضة ، فالطفل ينتظر أن يُهدى له أي شيء مادي ، ويرتبط بوجوده المادي فقــط ، فكأنه يقول : في هذا اليوم ولدت فأعطوني
بينما أعياد الإسلام مرتبطة بالروح ، ولهذا إذا سئل الولد : لماذا هذا اليوم يوم الفــطر عيد ، قال : نكبر الله على ما هدانا لنعمة الصيام، أو في يوم الأضحى : في مثل هذا اليوم نتذكر تحقيق أبي الأنبياء أبراهيم لمقام التوحيد بالحج لبيت الله والتضحية ، أما الهدايا فهي تأتي تبعا ويعطى كل الأطفال في حالة اجتماعية عامـّـة ، تضعف الأنانية ، وتمزج الفرح بالمجموع .
ولهذا جاء  في الإسلام الفرح بتذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم دون سواه ، لان مولده رحمة  للعالمين ، وشرع إظهار هذا الفرح بالصوم فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن  صيام يوم الاثنين قال ذلك يوم ولدت فيه .
وتعالوا  نـتأمل هنا المعاني السامية : فنحن نصوم تخلصا من آثار الحياة المادية متذكّرين أن  الدنيا معبر للآخرة ، ونجعل هذا هــو مظهر فرحنا لنعمة عامة شاملة لكل البشرية يحصل  بها نجاة الناس من طغيان المادة وظلماتها إلى سمو الروح والسعادة في الآخــرة ، وهي  نعمة إرسال محمد صلى الله عليه وسلم .
رابعا  : في احتفال عيد  الميلاد توقد الشموع وهي عادة نصرانية معروفة .
خامسا  : جاء الإحتفال بعيد  الميلاد ، من عقيدة ميلاد المسيح .
ولهذا فإن  الإحتفال بعادة عيد الميلاد خطأ في الإسلام ، ولها آثار سيئة ربما على اللاوعـــي  من حيث لا يشعر الطفل ، والواجب تجنبها والله أعلم .