كيف تردون على اتهام الغربيين للاسلام بانه لايحترم النفس البشرية ويحتجون بهذا الحديث؟

 

السؤال:

في حديث مع مسلم حديث عهد بالإسلام أحضر لي هذا الحديث من سنن أب داود والنسائي
َخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: حَدّثَنَا عَبّادُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدّثَنِي إسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ الشّحّامِ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ رَجُلاً أَعْمَى فَانْتَهَيْتُ إلَى عِكْرِمَةَ فَأَنْشَأَ يُحَدّثُنَا قَالَ: حَدّثَنِي ابْنُ عَبّاسٍ أَنّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ لَهُ أُمّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَسُبّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِي فَلَمّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا فَأَصْبَحَتْ قَتِيلاً فَذُكِرَ ذلِكَ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَ النّاسَ وَقَالَ أَنْشُدُ اللّهَ رَجُلاً لِي عَلَيْهِ حَقّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إلاّ قَامَ فَأَقْبَلَ الأَعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِي وَأَزْجُرَهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ فَلَمّا كَانَتْ الْبَارِحَةَ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَ فَاتّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ اشْهَدُوا انّ دَمَهَا هَدَرٌ".
ثم قال:
هذا الحديث يتعارض مع سماحة الإسلام مع أهل الذمة وغير المسلمين؟ وكيف يتغافل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا القتل ويقول أن دمها هدر؟ هل هذا احترام النفس البشرية؟
ما ردكم على هذه الشبهة شيخنا الجليل؟ أرجو جوابا فيه شئ من العقل والإقناع حيث أن هذا الشخص حديث عهد بالإسلام وما زالت عند شبهات وجزاكم الله خيرا

***********************

جواب الشيخ:

نقول وبالله التوفيق : ـ
الغربيون هم في الغالب الذين يعترضون على هذا الحديث
والرد عليهم : ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

الرد على المعترض على الإسلام ، لتشريعه قتل ساب الله تعالى ، أو رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو دينه :

أن غالب الذين يعترضون على الإسلام بهذا هم الغربيون ، فنقول لهم :

أولا : إن كل ثقافة قوانينها منبثقة منها ، ولا يصح ـ حتى في الثقافة الغربية المعاصرة ـ أن يلزمونا بقوانينهم المنبثقة من ثقافتهم ، لانهم يزعمون أنهم يؤمنون أن كل شعب حر في ثقافته وبالتالي في القوانين المنبثقة منها ـ
ـــــــــــــــــ
ثانيا : في ديننا ـ وهو ثقافتنا ـ أن سب النبي صلى الله عليه وسلم علنا جريمة عقوبتها الإعدام ، لأنها أكبر خيانة في الإسلام ، سواء كان مرتكبها من أهل الذمة أم من المسلمين ، أما إن كان من أهل الذمة ، فإن عقد الذمة يتضمن شرطا واضحا ، وهو أن لا يقدم الذمي على إهانة الإسلام ، أو سبه أو شتم النبي صلى الله عليه وسلم علنا ، فإن احترم هذا العقد فله الأمان حتى عبادته لا يتعرض له أحد ، وإن تحدّى هذا الشرط فإن عقوبة ذلك هي الإعدام ، وكل شخص من أهل الذمة قد وضح له ذلك ، ثم إن تحدى القانون الإسلامي ، وثبت ذلك بالدليل عليه في محكمة عادلة ، فهذا يعني أنه استحق هذه العقوبة
ـــــــــــــــــ
ثالثا : الإسلام يجعل قتل الذي يسب الدين علانية هو الإعدام ، ولكن لاتثبت إلا بالدليل ، ولا تثبت بدعوى القاتل فقط ، غير أنه في هذا الحديث، حكم النبي صلى الله عليه وسلم ، على أساس الوحي ، وعلم أن القاتل صادق ولهذا جعل دمها هدرا .
ــــــــــــــــــــــــ
رابعا : ـ الإسلام أكثر رحمة في هذه العقوبة من الغرب ، لانه يوضح الجريمة والعقوبة عليها ، ويحذر الناس من ارتكابها ، أما الغرب النصراني ، فهو يجعل السبب المبيح عندهم لقتل الناس ، وتشريدهم من أرضهم ، ومصادرة حقوقهم وسفك دمائهم ، هو الطمع في خيرات أرضهم .

ولهذا فإن الصهاينة يقتلون منذ خمسين سنة ، الفلسطينيين المحتلة أرضهم ، ويشردونهم ، ويسفكون دماء أطفالهم كل يوم .
والغرب يؤيد الصهاينة ، بالمال والسلاح والمشورة ، ويؤيد قتلهم ، لمجرد إرضاء الصهاينة ، وكذلك يؤيد الروس في قتل الشيشانيين , وفي كل بلد يقتل فيه المسلمون إما يكون محايدا أو مؤيدا أو محرضا أو مشاركا في قتل الشعوب الإسلامية المستضعفة .
وقد قتلت الدول الغربية النصرانية ، الآلاف في الاغتيالات التي تجريها المخابرات الغربية عبر الوكلاء ، وفي الحروب المدمرة التي خاضها الغرب منذ قرن من الزمان ، وقد ألقى القنابل الذرية على الأبرياء في اليابان والكمياوية على قرى فيتنام .
وفعل الأفاعيل في الشعوب الإسلامية أيام الاستعمار ، أهذا كله قتل حلال لا اعتراض عليه ، والإسلام عندما يجعل عقوبة الإعدام على جرائم محددة يبينها لكل الناس ، ويحذرهم من ارتكابها منطلقا من ثقافته التي تعتبر جريمة الاستهانة والشتم لله أو النبي أو الدين خيانة لكيان الدولة الإسلامية تستحق الاعدام ، الإسلام عندما يفعل هذا ، يكون وحده الذي لا يحترم النفس البشرية ؟ سبحان الله لقد صدق المثل القائل : رمتني بداءها وانسلت ـ
ــــــــــــــ
خامسا : ومع ذلك فقد عاش أهل الذمة في تاريخ الإسلام قرونا مديدة لم يتعرضوا للإبادة ، بمثل ما تعرضت له النصارى فيما بينهم في الحرب العالمية الأولى والثانية في أوربا ، وقبل ذلك في القرون الوسطى بين أتباع الكنائس ، فأيهما أرحم الإسلام أم ثقافة الغرب القائمة على القتل وإثارة الحروب التدميرية العالمية من أجل الاستيلاء على خيرات الشعوب ـ

ـــــــــــــ
سادسا نقول لهذا المعترض علينا في شريعتنا ، إن كنت نصرانيا فالنصرانية أجازت لنفسها عبر قرون كثيرة قتل كل من رفض عقيدة التثليث وأن عيسى هو ابن الله ، وقتل كل من أصر على أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ، والنصارى هم الذين أقاموا محاكم التفتيش ، ففعلوا مالم يخطر على البال من القتل والتعذيب ، والنصارى هم الذين قتلوا كل الذين اتهموهم بالهرطقة ، في أوربا ، وحرقوهم أحياء ، ولم يفعل الاسلام مثلهم قط في تاريخه ، فليستحوا أن يعترضوا علينا ، وهم أكبر قتلة في تاريخ البشرية ، أهذا دين الرحمة الذي بشر به عيسى عليه السلام .
ــــ
ثم نقول له : إن كنت يهوديا ، فاليهود قتلوا الأنبياء ، فكيف يعترضون على المسلمين في قتلهم من يسب الانبياء .
ــــــــــــــ
ثم نقول : إن كنت ملحدا لادين لك ، فلاجرم أنك لاتقيم لله وزنا ولا لأنبياء ، وأما نحن فمؤمنون ولهذا نعاقب من يعتدي على ثوابتنا ، وليس للملحد أن يلزمنا بأن نكون مثله ، ثم يملي عليها قوانين منبثقة من إلحاده ـ
والله أعلم



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006