|  
 | 
 
  | 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد :
هذه  الأسماء العامة تدل على معان واحدة أو متقاربة .
فالأولياء  صالحون ، والصالحون أولياء الله .
والصديقون  أولياء وصالحون .
فكل  صالح وكل صديق ولي لله تعالى . 
ولكن  الصلاح درجات ، وأعلى درجاته درجة الصديقية .
وكل  مؤمن ولي لله تعالى ، قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا )  .
ولكن  ولاية الله تعالى  عامة ، وخاصة  .
فالعامة  لكـل مؤمــن ، فلكل مؤمن من ولاية الله تعالى نصيب على قدر إيمانه  .
أما  الولاية الخاصة ، فهي المقصودة بحديث : (من  عادى لي وليا فقد  آذنته بالحرب، و ما تقرب إلي عبدي  بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى  أحبه، فإذا  أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها،  و رجله  التي يمشي بها، و إن سألني لأعطينه، و لئن استعاذني لأعيذنه، و ما ترددت  عن شيء  أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت و أنا أكره  مساءته ) وقد خرجه البخاري  .
والولاية  الخاصة هي أن يحب الله تعالى عبداً حبـّاًً خاصّــا ، ويدنيه منه حتى ينال قربــا  خاصا  أكثر من غيره من المؤمنين ،  لأنه تقرب إلى الله تعالى بالنوافــل بعد  الفرائض ، في عبادات الباطن و الظاهر ، أكثــر من غيــره ، حتى بلغ مرتبه عند الله  تعالى استحق بها هذه الولاية الخاصة ، ثم هؤلاء الأولياء أيضا درجات ، كل يرتفع  ويقرب من الله على قدر ما يبلغ من درجات العبودية في باطنه وظاهره ، في قلبه ،  ولسانه ، وجوارحه .
ولكن  لايمكننا أن نقول عن أحد أنه ولي الله تعالى على سبيل الجــزم ، فإن ظهرت منه صفات  الولاية ،  مع التواضع التام لله تعالى  وهضم النفس ، وترك العجب والرياء ، حتى إنه لايدّعي الولاية بل يرى نفسـه مقصـّـرا  ، ورأينا منه الصلاح في ظاهره ، وما يستدل به على باطنه ، في حضره ، وسفره ،  وغناه ، وفقره ، وسكونــه ،  وغضبه ، فإننا حينئذ نقول نحسبه وليا لله تعالى  ، لأننا ـ أولا ـ لانعلم على وجه اليقين ما في القلوب  ، وثانيا :  لانعلم إلى أي شــيء سيصيــر حاله ، فالعبد قد  يعمل بعمل أهل الجنة حتى لايكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثـمّ يعمل بعمل أهل النار  فيدخلها ، وهذا إن حدث للعبد ـ نعوذ برضا ربنا من سخطه ـ فإنما يحدث بسبب دغل في  قلبه لم يزل في الطــريق ، وإلا فإنه كما قال بعض السلف : إنما رجع من رجع من  الطريق أما من وصل إلى الله وذاق حلاوة تلك الحضــرة  لايــرجع أبــدا والله أعلم