لماذا يسمى الشيعة بالرافضة ، وما قصة جعفر الكذاب ، ولماذا سموه بذلك ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطال الله عمركم وسدد خطاكم ، لماذا يسمى الشيعة بالرافضة ، ما قصة حعفر اخ الحسن العسكرى والذى يسموه الشيعة بجعفر الكذاب واين ذكر فى كتبهم ؟

*********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجواب :

ننقل أولا ما يقوله الرافضــة عمن يسمونه جعفر الكذاب مع بيان كذبهم فيه :

يقولون : جعفر، من أبناء الإمام الهادي ، وقد انحرف عن خط آبائه الطاهرين، وسلك طريق الهوى والمنكرات.!! ( وهذا كله كذب )

وليس انحراف جعفر بأعجب من انحراف ابن نوح نبي الله (عليه السلام) الذي قال الله تعالى في شأنه:(يا نوح إنه ليس من أهلك،إنه عملٌ غير صالح)!!

( إنظر إلى الاستدلال في غير محلة)

ولم يكن انحراف جعفر عن خط آبائه المعصومين بسبب إهمال والده في تربيته، ولا البيئة التي كان يعيش فيها، بل كان بسبب مجالسته للفسقةوالمنحرفين ـ حاشاه ـ ومن الواضح أن المجالسة مؤثرة

ولا نعلم بالضبط كيفية اتصاله وارتباطه بالمنحرفين، الذين وصموه بالخزي، وجروا عليه الويلات( انظر كيف يطعنون في أهل البيت ) وأبعدوه عن خط أهل البيت .

والعجيب أن الإمام العسكري (عليه السلام) في الوقت الذي كان يظهر ولده الإمام المهدي (عليه السلام) للثقاة من شيعته ويخبر الخواص من أصحابه بولادته لم يخبر أخاه جعفراً بذلك، ولم يعرف جعفر أن لأخيه ولداً، ولعله كان يعلم ذلك ولكنه كان يتجاهله، لأسباب وأهداف.

وقبل وفاة الإمام العسكري بخمسة عشر يوماً، كتب الإمام رسائل عديدة لشيعته من أهل المدائن وسلم الرسائل إلى خادمه أبي الأديان، وقال له:

(امض بها (أي الرسائل) إلى المدائن، فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى (سر من رأى) يوم الخامس عشر(أي من سفره) وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.

قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان ذلك فمن؟ أي: فمن الإمام بعدك؟

قال: من طالبك بجوا بات كتبي فهو القائم بعدي .

فقلت: زدني؟ أي: اذكر لي المزيد من العلائم؟

قال: من يصلي علي فهو القائم بعدي .

فقلت: زدني؟

قال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي.

ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان.

( وللعاقل أن يتساءل : لماذا لم يذكر له الأمام وينهي الموضوع باختصار بدل هذا اللف والدوران ) .

نعود إلى سياق الكذب :

وخرجت بالكتب (الرسائل) إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت (سر من رأى) يوم الخامس عشر –كما ذكر لي فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به على المغتسل، وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه (أي: أخ الإمام العسكري) بباب الدار، والشيعة من حوله يعزونه و يهنئونه. (أي يهنئونه بالخلافة والإمامة)

فقلت ـ في نفسي -: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة، لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ، ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور!! ( حاشاه ) .

فتقدمت فعزيت وهنأت، فلم يسألني عن شيء. ثم خرج عقيد (خادم الإمام العسكري) فقال: يا سيدي قد كفن أخوك، فقم وصل عليه فدخل جعفر والشيعة من حوله، -يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة- فما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي (صلوات الله عليه) على نعشه مكفناً، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي (صلوات الله عليه) بوجهه سمرة، بشعره قطط بأسنانه تفليج فجبذ (أي: جذب) برداء جعفر بن علي وقال:

(تأخر يا عم، فأنا أحق بالصلاة على أبي ) .

فتأخر جعفر، وقد إربد وجهه واصفر، فتقدم الصبي وصلى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه (عليه السلام) ثم قال –الصبي-: يا بصري هات جوا بات الكتب التي معك؟ فدفعتها إليه، وقلت –في نفسي-: هذه بينتان (أي علامتان) بقي الهميان .

ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز الو شاء: يا سيدي من الصبي؟ليقيم الحجة عليه.

فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه.

فنحن جلوس إذ قدم نفرٌ (أي: جماعة) من قم ( لابد أن يدخلوا قم في الموضوع ) ، فسألوا عن الحسن بن علي (عليه السلام) فعرفوا موته. قالوا: فمن؟ (أي: فمن الإمام بعده؟) فأشار الناس إلى جعفر، فسلموا عليه، وعزوه، وهنئوه، وقالوا: إن معنا كتباً ومالاً، فتقول (أي: فهل تقول) ممن الكتب؟ وكم المال؟

فقام جعفر ينفض أثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب؟!.

فخرج الخادم (أي: خادم الإمام المهدي (عليه السلام) فقال: معكم كتب فلان وفلان، وهميان فيه ألف دينار، عشرة دنانير منها مطلية (بالذهب).

فدفعوا إليه الكتب والمال، وقالوا: الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام... إلى آخر الحديث.

______________

تقول الرافضـــــة : ـ

نستفيد من هذا الحديث أموراً عديدة:

إن جعفر الكذاب ـ حاشاه ـ كان قد رشح نفسه للإمامة الكبرى والخلافة العظمى، في حين أنه كان فاقداً مؤهلات الإمامة، وعارفاً بموبقاته وفجوره ومخازيه ـ حاشاه ـ وهذا يدل على عدم ورعه، وقلة مبالاته بالدين، إذ كان من اللازم عليه أن ينفي عن نفسه هذا المقام الأرفع، حينما رأى بعض الناس يهنئونه بالخلافة والإمامة، ولكنه لم يقل شيئاً يدل على ذلك، بل كان يتقبل التهاني من الناس .

كان المشهور بين الشيعة: أن الإمام لا يصلي عليه (صلاة الميت) إلا الإمام، لأن الصلاة على الميت تعتبر دعاءاً من المصلي للميت، وبالنسبة للصلاة على جثمان الإمام فهي خاصة بالإمام الذي بعده، وحينما تقدم جعفر ليصلي على جثمان الإمام العسكري ، شاء الله تعالى أن يكشف الغطاء للجماهير التي تجمهرت لأداء الصلاة على الإمام العسكري، ويعرفهم الإمام الحقيقي، تحدياً لجعفر، وإتماماً للحجة على الأمة الإسلامية، ولهذا خرج الإمام المهدي ، وجذب رداء جعفر الذي هم بالتكبير للصلاة على جثمان الإمام العسكري، وتلكم كلمة تعتبر في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة، وهي بالرغم من إيجازها وقلة ألفاظها تعتبر قليلة النظير. قال (عليه السلام):(تأخر يا عم، فأنا أحق بالصلاة على أبي !!) .

قال له: (تأخر ولم يسمح له بأداء الصلاة، وقال: (يا عم) وبهذه الكلمة أخبر الإمام أن جعفراً عمه، فالإمام ابن أخِ جعفر .


(فأنا أحق بالصلاة على أبي) إن الإمام المهدي (عليه السلام) يثبت –بهذه الكلمة- الأولوية بالصلاة على الإمام العسكري (عليه السلام).

ويقول: (على أبي) فهنا إثبات للنسب، ( وهل يحتاج ابن الإمام إلى إثبات نسب ، عجبا ) .

وإثبات للإمامة، لأن الإمام لا يصلي عليه إلا الإمام، ولأنه ولي الميت، وأولى الناس بميراثه .

إّذن: فجعفر ليس بإمام، وليس وارثاً للإمام العسكري، لأن الإمام المهدي هو الكل في الكل، وجعفر لا حق له في الموضوع بتاتاً.

وترى جعفراً يتراجع عن الساحة، ولا يستطيع أية مقاومة أمام ذلك الصبي، ترى.. أين ذهبت قدرته؟! وكيف سلبت منه إمكانيةالتكلم.. ولو بكلمة واحدة؟!! وكيف يخاف الرجل –الذي خلفه الجماهير- من ذلك الصبي؟!.

نعم، إنها هيبة الإمام، وقوى الإمامة المتوفرة في الإمام المهدي ، المفقودة عند جعفر وأمثاله !!

ولماذا اصفر لون جعفر؟! ولماذا إربد وجهه؟! ولماذا تحمل الخيبة والفشل أمام الناس المهنئين له بالإمامة؟! ولماذا كذب نفسه بنفسه، حينما انسحب عن الصلاة على الإمام العسكري (عليه السلام) لأجل كلمة (تأخر يا عم) التي سمعها من ذلك الصبي؟!.

أنظر إلى الحق كيف يظهر! وإلى الباطل كيف يندحر

ويسأله بعض أهل البصيرة من الشيعة: يا سيدي من الصبي؟.

سأله السائل عن ذلك الصبي، كي يعترف جعفر بالإمام المهدي (عليه السلام) بعد أن رأى نفسه أمام أمرٍ واقع، ولكنه حلف بالله تعالى قائلاً: والله ما رأيته قط ولا أعرفه .

عجيب أمرك يا جعفر!! إن أحمد بن إسحاق القمي الأشعري –وهو في قم- يعرف هذا الصبي، وأنت لا تعرفه؟! وكثيرون من الشيعة الغرباء رأوا الإمام المهدي في عهد والده الإمام العسكري (عليهما السلام) وأنت ما رأيته؟!!.

هذا إذا كنت صادقاً في يمينك وحلفك بالله تعالى:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة*** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ويا ليت جعفراً اكتفى بهذا الموقف المخزي المخجل، ويا ليته تراجع عن ادعائه الإمامة المزعومة، ويا ليت الحاضرين – الذين شهدوا موقف جعفر في الصلاة - عاد إليهم وعيهم، وعرفوا الحق من الباطل.. ولكن للناس أهدافا، وفي القلوب أمراضا

وليتهم لم يشيروا إلى جعفر، حينما وصل وفد أهل قم إلى مدينة سامراء، وبلغهم خبر وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وسألوا عن الإمام بعده.

وليتهم لم يدعوا إمامته، كيلا يزيد خجلاً على خجل، وفضيحة على أخرى .
--------
أقحام قــــم في القصة الملفقة :
_______________

ولكن القميين الأذكياء، العارفين بعلائم الأمامة سألوه أن يخبرهم بكل ما معهم من الرسائل والأموال، كي يتأكدوا من صحة إمامة جعفر المشكوكة.

وهنا ينفض جعفر أثوابه ويقول: (تريدون منا أن نعلم الغيب) يفعل ما يفعله البريء من التهمة، النزيه عن كل افتراء، ويا ليته عرف الفرق بين علم الغيب وبين علم الإمام الذي هو تعلم من ذي علم.

ثم تقول القصة الملفقة :

وما زال جعفر مصراً على غيه وعناده وضلاله، فقد ذهب إلى المعتمد العباسي- وهو الحاكم الذي دس السم إلى أخيه الإمام العسكري (عليه السلام) بالأمس وقتله- ليخبره بوجود الإمام المهدي (عليه السلام)، وكأن جعفراً جاسوس للمعتمد ضد أهل البيت (عليهم السلام).

_____________

هذا محصل كلامهم عمن أسمــوه "جعفر الكذاب" ـ وهوملخص لما هـو في عامة كتبهم ، وما هــو سوى هذيان مرسل ،وأكاذيب ملفقة ، لاتنطلي على عاقل ، وواضح جدا أن جعفرا لما أنكر عليهم إدعاءاتهم أن لأخيه ولدا ، قــد اختفى عن الأنظار ، فخشوا على كذبهم في تسلسل الامامة أن ينفضــح ، فكذبوا كذبة اختفاء المهدي المزعــــوم عن الأنظار ، ثم أظهروا تكذيب جعفر وسموه " جعفر الكذاب " ، لكي تمضي تلك الكذبة القبيحة عن اختفاء المهدي الذي به ظنوا أنهم ينقذون مذهبهم القائم على الدجــل ، بأن الإمامة المنصوص عليها بالوحي عبر القرون كلها إلى قيام الساعة! هي أصل الدين ولذلك هي لاتنفك عن أهل الأرض ، فلما لم يكن للهادي ولـد سيعيش ويكبــر ، وخشوا أن أخاه يفضحهم ، اخترعوا كذبة مهدي السرداب ، لإنقاذ دينهم الباطل ، وكم انطلت هذه الخدعة على الملايين عبر القــــرون.

-----------

ولعل كثيرا من الناس يجهلون أنهم سموا جعفر الصادق بـ" الصادق " تمييزا له عن رجل آخر من أهل نفس البيت الذي يدعون نصرته ، وهو جعفر بن علي الهادي،و تسميه الرافضة(جعفر الكذاب)!!!، جاءت لمجرد أنه نفى أن يكون لأخيه الحسن بن علي الهادي (الحسن العسكري)ولد يختفي عن الأنظار( كما يزعمون أنه اختفى في السرداب )فهم حين وصفوا جعفر بن محمد بالصادق ، لكي يثبتوا أن في آل محمد صلى الله عليه وسلم كذبة ، ومن أبناء الائمة أيضا ، فليتأمل العاقل ما في مذهبهم من الضلال المبين ، والتناقض المستبين

-------------------

وأما لماذا سموا رافضة ؟

فقيل لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين، فقالوا : تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال : هما صاحبا جدي بل اتولاهما، قالوا : إذا نرفضك، فسموا رافضة، وسمي من بايعه ووافقه زيدية.

وقيل سموا بذلك لرفضهم الدين .
والله اعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006